الخبير السوري ـ د. عامر خربوطلي:
من خلال مقولة جدلية تتحدث بأن المخاطرة تزيد من نسبة الربحية لدى الشركات والمؤسسات ومن بين من يُثبت هذه المقولة والآخرين الذين ينفونها، يقع حديث هذا الأسبوع لنتعرف أكثر على مضمون وكواليس المخاطرة الاقتصادية والاختلاف بينها وبين مفهوم الخطر الاقتصادي.
الخطر أولاً هو حدث أو فعل سلبي محتمل كتهديد وقد يكون ايجابي محتمل كفرصة وهو فعل غير مؤكد الحدوث ويؤدي إلى خسارة في حالة التهديد وبالطبع إلى منفعة في حالة الفرصة إن حدثت.
وفي كلا الحالتين فإن المطلوب التركيز على احتمالية وقوع الخطر ومحاولة تجنبه أو تقليل آثاره السلبية.
أما عن المخاطرة فهي التعمد في الدخول في موقف أو حدث تكون نتيجته خسارة محتملة أو ربح مؤكد أحياناً، والمخاطرة أصلاً هي أمر مؤكد الحدوث ولكن النتيجة غير معروفة وقد تؤدي إلى خسائر أو آثار غير مرغوب فيها في السياق الاقتصادي والمالي، حيث تمثل المخاطرة احتمال الانحراف عن النتائج أو العوائد المتوقعة.
لذلك يعتبر معدل الفائدة الثابت عند الادخار نوعاً ما من العائد الخالي من المخاطرة في حين يكون معدل المرابحة أو المضاربة معدلاً للعائد المدمج بالمخاطرة.
وتتمثل عناصر المخاطرة بدرجة احتمال وقوع الحدث السلبي وحجم الخسائر أو النتائج السلبية والفترة الزمنية التي قد تتحقق منها المخاطرة.
وهناك المخاطرة القابلة للتحكم من خلال تقليل آثارها السلبية أو ادارتها ومنها الغير قابلة للتحكم وبخاصة خلال الأزمات الاقتصادية العالمية والكوارث.
والمخاطرة عموماً قابلة للقياس والإحصاء ومعرفة الاحتمالات أما مفهوم (عدم اليقين) فهو غير قابل للقياس ومن هنا نشأ علم جديد هو (إدارة المخاطر) سواء على مستوى الشركات والمنظمات أو على مستوى الحكومات والأعمال وتشمل إدارة المخاطر عادةً تحديد المخاطر وتحليلها ومعالجتها ومتابعتها وتقييمها باستمرار.
المخاطرة أخيراً هي عنصر حتمي في الحياة وأيضاً في الاقتصاد والأعمال وهي ليست بالضرورة شيئاً سيئاً بل هي جزء من عملية تحقيق العوائد والنمو، والفهم الجيد للمخاطرة وادارتها بفعالية هو مفتاح النجاح في أي مجال.
الاقتصاد السوري ليس في حالة خطر أبداً فهو يمتلك مفاتيح القوة ومكامن القدرات ومناجم الامكانيات المادية والبشرية و يمتلك أدوات استشراف المسار الزمني المستقبلي الواعد ولكنه يحمل عوامل مخاطرة مختلفة وتحديات متعددة ولكنها تبدو في منطق الفرص الايجابية القابلة للتحول إلى عوائد مالية جيدة على المدى المتوسط والبعيد إن شاء الله.
دمشق 22-10-2025