هل سنبقى ندور في دوامة “الحدادة والنجارة”.. التكنولوجيا تتحدى وزارة التربية وأجيال التعليم المهني في سوريا

الخبير السوري – علي حسون:
في ظل المتغيرات المتسارعة في العالم أصبح التعليم التقني الحديث ضرورة ملحة وأداة رئيسة لتعزيز الكفاءة، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، لتطوير التعليم المهني والتقني،إذ تعمل الأدوات الرقمية في تحسين الإنتاجية والتواصل داخل بيئة التدريب.

تحدي التحول الرقمي

 

التحول الرقمي والتقني يعكس أهمية دمج التقنيات الحديثة في العملية التعليمية لضمان تحقيق أفضل النتائج، إذ أكد خبراء تقنيون على أهمية تطوير التعليم المهني والتقني وضرورة إعادة النظر بالاختصاصات لهذا التعليم لمواكبة التطور التكنولوجي والمعرفي، مشيرين إلى أن استخدام التقنيات الحديثة لم يعد مجرد ترفاً بل ضرورة كونه يفتح آفاقاً جديدة لتحسين مهارة الأفراد وربط التعليم التقني بسوق العمل.
ويرى مدرسون اختصاصيون بالتعليم التقني أن التعليم المهني والتقني لم يعد درجة ثانية بعد التعليم العام لاسيما مع هذا الانفجار المعرفي والتقني في العالم من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي وأهمية الأمن السيبراني الذي صار شرطاً أساسياً في عملية التوظيف بالشركات والمؤسسات في العالم وذلك من أجل حماية البيانات الحساسة من الوصول غير المصرح به، وكذلك منع أي انقطاع للعمليات التجارية وتبسيط الدفاع الرقمي بين الأفراد والعمليات والتقنيات.

تحدي مقامة التغيير

ولم يغفل مدرسون التحديات التي تواجه مدارسنا لتطبيق التقنيات الحديثة كغياب البنية التحتية التكنولوجية ومقاومة التغير ونقص المستلزمات والمختصين، إضافة إلى عدم وجود البيئة المناسبة في المدارس.
ومع هذه التحديات طالب مدرسون بتوفير منصات تعليمية تفاعلية تسهل اكتساب المهارات بفعالية أكبر، علاوة على ذلك، تساعد هذه التقنيات في تَصمِيم برامج تدريبية مخصصة تلبي احتياجات المتدربين.
ويؤكد مختصون أن أحد أكبر التحديات هو مقاومة التغيير من قبل المتدربين والمدربين. هذا الأمر يتطلب تطوير مهارة تقنية لمواكبة التطورات. من خلال تدريب الأفراد على استخدام الأدوات الرقمية، يمكن تقليل هذه المقاومة وتعزيز جودة العملية التدريبية من خلال برامج التدريب التفاعلية التي تساعد الطلاب على التكيف مع الأدوات الحديثة بسرعة وفعالية.

آفاق

ولم يخف مختصون ضرورة تعزيز التعاون بين وزارة التربية والتعليم والمؤسسات والشركات الخاصة من أجل التعاون لتوفير البيئة التدريبية المتكاملة للنهوض بالتعليم التقني الحديث.


ورغم أهمية الاختصاصات الحالية في التعليم المهني والتقني يعتبر مختصون أنه آن الأوان لوزارة التربية للخروج من تحت عباءة الاختصاصات التقليدية كالكهرباء والحدادة والنجارة وغيرها لفتح آفاق تعليمة متطورة ومواكبة للتطور المعرفي، إضافة إلى هذا الانفتاح على اختصاصات حديثة ينقل التعليم المهني من النظرة الدونية إلى مصاف الدرجة الأولى في التعليم مع ترغيب للطلاب كون التعليم التقني المتطور يشكل شغفاً عند الكثير من الطلاب في هذه المرحلة العمرية.

دوامة التصريحات!!

وزارة التربية والتعليم وعلى لسان معاون الوزير يوسف عنان الذي شددت في أحد الاجتماعات المتعلقة بالتعليم المهني على أهمية تطوير قطاع التعليم المهني والتقني في سوريا، مع ضرورة تحفيز الطلاب للالتحاق بهذا القطاع الحيوي، والتركيز على دمج التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، في المناهج، لخلق بيئة تعليمية متقدمة تواكب متطلبات سوق العمل، مؤكداً على الاهتمام الكبير الذي توليه الوزارة بقطاع التعليم المهني، باعتباره ركيزة أساسية في جهود إعادة الإعمار والتنمية.
ورغم كل الجهود المبذولة والظروف الصعبة وما خلفه النظام البائد من فساد كبير في هذا القطاع وزارة التربية والتعليم مطالبة اليوم بالعمل الجاد والحقيقي والإسراع في تطوير التعليم المهني والتقني بما يواكب متطلبات العصر، وعدم اجترار التصريحات المكررة في الاجتماعات بالتشديد والتأكيد على أهمية وضرورة التطوير.

نهج رقمي

وآخر القول لابد من إعادة النظر في تطوير الاختصاصات مع استخدام الأدوات الحديثة أساسية لتحقيق التطوير في أساليب التعلم، كون هذه الأدوات اثبت قدرتها على إعادة تعريف بُعد التعليم التقليدي، مما يوفر فرصًا جديدة لتحسين الكفاءة، إضافة إلى إشراك وتعاون بين الجهات التعليمية والتدريبية، من أجل تبني نهج رقمي ناجح، مما يسهم في تطوير طرق حديثة لتقديم المحتوى التعليمي وتعزيز من جودة التدريب لاسيما أن هذا التحول يعكس أهمية تحديث الأساليب بما يتماشى مع التحول الرقمي وتوفير فرص جديدة للوصول إلى المعرفة بطرق مبتكرة.

[ جديد الخبير ]