تتكثف محاولات الحكومة السورية لإخراج القطاعات الحيوية في البلاد من عنق الزجاجة، وإن بدت العناوين المطروحة للتداول أكبر قليلاً من قدرة المواطن السوري على الاستيعاب، في ظل تزايد الضغوط المعيشية والاستحقاق أن الأولية في حياة السوريين التي تبدو اليوم تحدياً صعباً.
وتحكي متوالية المعارض النوعية التي تجري في البلاد، سيرة تخطيط عميق ـ وإن كان نسخاً ـ للأفق السوري الجديد بكل ما ينطوي عليه المشهد من فجوة بين الواقع والطموح.
استدراك طموح
وإن تعددت القطاعات التي يدركها مسؤولوها على “لائحة الطموح”، يبدو لقطاع النقل كشريان حيوي مثقل بالمشكلات، حصة وافية من مشروعات المستقبل، ظهرت مؤخراً في واجهة الدورة الأولى لمعرض “تكسبو لاند” الدولي للتكنولوجيا والتحول الرقمي في دمشق.. إذ تعرض الوزارة ستة مشاريع استراتيجية في مجال التحول الرقمي.
خروج من عنق الزجاجة
ويلفت مدير التواصل الحكومي في وزارة النقل حسين الحاج عبد الله، وفقاً لوكالة سانا، أن المشاريع المعروضة تتمحور حول تحسين وتطوير قطاع النقل عبر استخدام التقنيات الحديثة، حيث يتولى فريق وزارة النقل تقديم شروحات تفصيلية للزوار حول آليات المشاركة في هذه المشاريع، وذلك في إطار سعي الوزارة لتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص وتعظيم الاستفادة من الحلول الرقمية في إدارة عمليات النقل واللوجستيات.
رؤية “ديجيتال”
من أبرز المشاريع المعروضة.. مشروع طلب المعلومات” (RFI)، الذي يهدف إلى إنشاء منصة رقمية موحدة لإدارة النقل البري للبضائع، وستركز هذه المنصة على تحسين كفاءة النقل، وتقليل تكاليف التشغيل، وتقليل الرحلات الفارغة، كما ستشمل تطوير تطبيق موبايل لتسهيل عمليات الشحن ودفع الرسوم إلكترونياً، ما يعزز التنسيق بين كل الأطراف المعنية في سلسلة الإمداد.
كما تعرض الوزارة مشاريع أخرى تتعلق بالنقل الذكي، وتطوير أنظمة تتبع ومراقبة للأنشطة اللوجستية، إضافة إلى منصات رقمية لإدارة الأساطيل والنقل الداخلي والخارجي، وتدعم هذه المشاريع جهود الوزارة في تحويل قطاع النقل إلى منظومة رقمية تعتمد على البيانات والتحليلات الذكية لتحسين الأداء وتعزيز الاستدامة.
وأوضح عبدالله أن هذه المشاريع تمثل خطوة مهمة نحو تطوير القطاع ورفع كفاءته، مشيراً إلى أن الوزارة تسعى من خلال هذه المبادرات إلى خلق بيئة تشاركية مع القطاع الخاص لتعزيز الاستثمار في النقل الذكي وتحسين مستوى الخدمات.