سم في الدسم..أسماك بسعر 25 ألف ليرة للكيلو تغزو الأسواق السورية.. و”حماية المستهلك” تحذر بلهجة شديدة

الخبير السوري ـ نهى علي:

حذّر عبد الرزاق حبزة أمين سر جمعية حماية المستهلك في سوريا، من شراء وتناول الأسماك المنتشرة في الشوارع على البسطات والسيارات الجوالة..” سعر الكيلو 25 ألف ليرة”.
وأوضح حبزة في تصريح لجريدتنا “الخبير السوري” أن الجمعية تتابع بقلق ظاهرة بيع الأسماك في الشوارع والسيارات الجوالة، وتعتبرها ظاهرة خطيرة على الصحة في حال تناولها، ومن الممكن أن تسبب التسمم الحاد الذي قد يودي بالحياة أحياناً.

مجهولة الهوية والماهية

ويتوقع حبزة أن يكون مصدر هذه الأسماك البحيرات ومسامك خاصة تعمل دون أي رقابة على نوعية الأعلاف التى تتغذى عليها، بما أن الأسماك حساسة من ناحية التقاط الجراثيم في الحالة الطبيعة.. وبعضها تدخل إلى الأسواق المحلية عبر قنوات التهريب، بالتالي مجهولة بيئة التربية “مياه ملوثة ومياه صرف صحي” ومجهولة التغذية، أي تكون مجرثمة والأسماك عموماً حساسة وقابلة للتلف والفساد.

سوء التخزين والنقل

وحتى لو كانت الأسماك آمنة المصدر ـ بحرية ـ فهي إن لم تحفظ في مثلجة ستصبح فاسدة لأنها تلتقط جراثيم بعيداً من التبريد.. فالأسماك المنتجة والمحفوظة وفق الشروط المثالية، غير متوفر على الأرصفة وفي السيارات الجوالة المكشوفة بكل تأكيد.

أغذية مشبوهة

يعتبر “أمين حماية المستهلك” أن الخطر الأكبر الكامن في الأسماك المعروضة، يكمن في أنها مجهولة المصدر وهي مهربة أو تربى على أطرف العاصمة وفي محافظات أخرى دون توفر أي شرط من شروط الصحة والسلامة..
بعض الأسماك المعروضة ـ حسب حبزة ـ مقطوع الرأس وبالتالي غير آمنة لجهة نوعية غذائها وبيئتها، وغالباً تتغذى على بقايا ومخلفات حيوانية، كما أن ظروف تخزينها غير معروفة.
يوضح حبزة أن الأسماك لكي تكون صالحة للاستهلاك البشري يتوجب أن تحفظ مبردة لفترة محدودة، مع الكشف الصحي عليها من قبل مديرية الشؤون الصحية التابعة حالياً لوزارة الاقتصاد والصناعة / إدارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك..

يذكر أن أسواق العاصمة وباقي المدن الكبرى تشهد هذه الأيام كثافة غير مسبوقة لعرض الأسماك على البسطات والسيارات الجوالة التي تجوب الأحياء والتجمعات السكنية على الأطراف..وتتعالى أصوات الباعة وكأنهم يزفون بشرى سارة المستهلك ” سعر الكيلو 25 ألف ليرة”..ولا ينسى الباعة التأكيد على أنها أسماك بحرية..

ننتظر توضيحاً

وهنا تبدو إدارة حماية المستهلك ودوريات الرقابة التموينية أمام مسؤولية كبيرة في حماية المواطن من “السم في الدسم”، أو على الأقل توعيته ببيانات أو تحذيرات عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.. ننتظر بياناً أو رأياً تفيدنا به الرقابة التموينية أو وزارة الصحة لأن سعر 25 ألف ليرة يبدو مغرباً للأسر الباحثة عن بروتين حيواني على موائدها بعد الارتفاعات المتوالية في أسعار اللحوم الحمراء والدجاج كما البيض.

 

[ جديد الخبير ]