كتب د. عامر خربوطلي ـ الخبير السوري:
التجارة مهنة و أعراف و مهارة يضاف لها الحنكة و المرونة و بالطبع الأخلاق التجارية المتوارثة ابا عن جد .
هذه التجارة في دمشق و طبعا في باقي المدن السورية التي استطاعت و منذ آلاف السنين أن تضع لها بصمة في جميع بقاع العالم و أصبحت بمثابة دروسا مستفادة و خبرات متراكمة و مهارات مبهرة وظلت دكاكينها الصغيرة المتلاصقة و أسواقها التقليدية المتخصصة رغم تعاظم التجارة الاكترونية و تطبيقاتها الذكية حجر زاوية لا قدرة لاحد على تجاوزها .
و هي اليوم تعود من جديد لتؤكد ريادتها و حنكتها و تقاليدها الراسخة و قدرتها على التأقلم و النجاح في أصعب الظروف و أقسى التحديات ..و هكذا تمر السنون و الايام ليأتي من مارس هذه الطقوس و تلك الأعراف والمسالك ابا عن جد ليتكلم بلسان العارف و حكمة الممارس و ريادة المتعلم و شغف المولع و فراسة المتكلم الحازق بادق تفاصيل هذه المهنة التي تبدو متعبة و شاقة للبعض و ممتعة و مليئة بالمغامرات الشيقة للبعض الآخر..
يأتي من تبوأ مناصب عدة عبر مسيرة حافلة بالإنجازات و القيم المضافة من عضو لمجلس إدارة غرفة تجارة دمشق أعرق غرفة واقدمها في المنطقة العربية إلى امين سر في مرحلة سابقة ونائب لرئيس مجلس إدارتها في مرحلة أخرى قريبة وتتوالى المهام إلى نائب لرئيس جمعية العلوم الاقتصادية السورية والى عضوية فرع دمشق لنقابة الاقتصاديين السوريين والى العديد من المهام والمسؤوليات و لكنه يبقى أسير المهنة التي احبها و غار عليها و دافع عنها في جميع الميادين والاصعدة والمحافل دون كلل أو ملل و هو اليوم يلقي محاضرة هي الأروع و الأهم و الامتع و عنوانها كيف تصبح تاجرا ناجحا أضاء فيها بأسلوبه الممتع المحبب و رشاقة كلماته و عذوبة الفاظه و لطافة امثلته و حكمة مدلولاته عن اسرار مهنة التجارة في بلدنا و ممارساتها الناجحة والتي جعلت من أسلوب الحجي الكثير من الإيجابيات والقواعد الناجحة دون أن يكون ذلك مانعا من إدخال الاساليب العلمية الجديدة في العمل والإنتاج والبيع والشراء لتعطي مزيجا من الأعراف والتقاليد و التجارة باساليبها الجديدة المبتكرة …
نصائح عديدة تضمنتها هذه المحاضرة القيمة و العديد من قواعد النجاح المعتمدة على الاصرار و الشغف و المرونة و النظر للمستقبل دون الماضي و غيرها الكثير الكثير …
انه الاخ والصديق و الزميل الاستاذ محمد الحلاق صاحب الأخلاق الحميدة و الدماثة اللطيفة والثقافة المعهودة والعلم الغزير و الاطلالة الذكية و قبل ذلك وكله حامل تراث الآباء والاجداد في التجارة والصناعة بكل امانة واخلاص و تجديد ..
فتحية له وشكرا لهذه المحاضر الغير تقليدية و الغير مسبوقة التي جمعت العلم مع العمل و جمعت الماضي مع المستقبل و زاوجت بين الخبرة مع التجديد و الحداثة فكانت وجبة دسمة من المعلومات الغنية والأفكار الملهمة و النصائح الرشيدة …
سوريا الجديدة المتجددة واقتصادها الحر التنافسي بحاجة في هذا الوقت و جميع الأوقات لعرض وايضاح مثل هذه التجارب ولشرح تلك الخبرات من خلال مثل هذه المحاضرات و تلك الندوات المهمة ليبقى التاجر السوري والدمشقي مالئ الدنيا و شاغل الناس و محط إعجاب تجار العالم …
دمشق في ٢٧/٩/٢٠٢٥
العيادة الاقتصادية السورية