كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في تقريرها عن انتشار ظاهرة “حمى البحث عن الكنوز والآثار” بين السوريين في أعقاب سقوط النظام، حيث يسعى العديد منهم للبحث عن الثروات المدفونة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها في بلد مزقته الحرب والفقر.
ووفقًا للتقرير، فمنذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لاحظ سكان دمشق ظاهرة غريبة في شوارع المدينة ليلاً تتمثل في ظهور أشخاص مجهولين يحملون أجهزة كشف المعادن التي تومض أضواؤها في الظلام. كما بدأت هذه الظاهرة تظهر في الأرياف، حيث يتوافد الرجال إلى الأراضي الزراعية حاملين مجارف وخرائط يزعمون أنها تكشف مواقع الكنوز المدفونة.
ويعكس انتشار هذه الظاهرة جزئياً التاريخ الغني لسوريا، حيث يتداول السوريون عبر الأجيال العديد من الأساطير حول الكنوز المدفونة، والذهب القديم، والقطع الأثرية الثمينة التي تركتها حضارات سابقة أو حتى المسافرين على طريق الحرير.
وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه الأنشطة كانت محظورة في ظل حكم الأسد تحت ذريعة حماية المواقع الأثرية، وكان من يجرؤ على الحفر يقوم بذلك بسرية تامة. ومع بداية الفراغ الأمني بعد سقوط النظام، بدأ السوريون، الذين يعاني 90% منهم من الفقر وفقًا للأمم المتحدة، بالتوجه إلى المواقع الأثرية والمنازل القديمة بحثًا عن الكنوز والآثار، وبدأوا بالحفر في حدائق المنازل وهدم الجدران أملاً في العثور على ثروات مدفونة.
وعلى الرغم من أن المتاحف السورية تفتخر بوجود مئات الآلاف من القطع الأثرية، مثل التماثيل اليونانية والجداريات التي تعود للقرن الثاني، إلا أنه يُقال إن حوالي 300 ألف قطعة أُخفيت في أماكن سرية خلال سنوات الحرب، وبعضها عرض في المتحف الوطني السوري عام 2018 بعد تهدئة الأوضاع.
لكن العدد الحقيقي للقطع الأثرية المسروقة أو المدمرة خلال الحرب ما زال مجهولًا، في وقت تشير فيه التقارير إلى أن العديد من القطع الثمينة، مثل التيجان الذهبية والصلبان والعملات، تم تهريبها عبر تركيا إلى منازل أثرياء حول العالم.