كتب معد عيسى: الحمد لله تحققت وعود وزارة الطاقة بزيادة عدد ساعات التغذية الكهربائية ولكن بجهود المواطنين لا بجهودها، لأن عقوبات الآباء لمن يستخدم الكهرباء في المنازل أقوى من عقوبات الدولة لمن يعتدي على المنظومة الكهربائية، وإذا كانت وزارة الطاقة تهدد بسحب العداد لمن يخالف فقد تصل عقوبة الآباء إلى الطلاق بعد صدور فاتورة الدورة الأولى على السعر الجديد. أسعار الكهرباء بمنطق التكاليف واقعية، ولكن بمنطق الدخل والوضع المعيشي فهي خيالية. لو تجاوزنا التسعيرة الجديدة لأسعار الكهرباء وسلّمنا بحقها في تقاضي التكاليف ، لكن لا يمكن تجاوز واجبات وزارة الطاقة فمنذ التحرير وما قبله وتحديداً تطبيق الدفع الإلكتروني، غابت قراءة العدادات عن مناطق واسعة منها منظمة وأخرى عشوائيات وأصبح الدفع لرسوم العداد فقط، فيما تراكمت أرقام الاستهلاك لأشهر طويلة وخسر المشترك الاستفادة من تعرفة الشرائح.
المواطن ليس مسؤولاً عن تقصير قراءة العدادات، وهناك عدد كبير لا يعرف أيهما العداد الخاص به وكان من الأجدر بوزارة الطاقة حلّ هذا الأمر قبل إعلان التعرفة الجديدة لأن الكميات ستتراكم وسيطير معها حق الشريحة الأوسع حسب توصيفهم في الاستفادة من أول 300 كيلو واط بالسعر “المدعوم ” بنسبة 60بالمئة، والقلق من زيادة سرقة الكهرباء وتحميلها للمواطنين بظل عشوائية العدادات وقرأتها.
ثانياً: كان على وزارة الطاقة أن تُصدر التعرفة وتؤجل تطبيقها لبداية العام القادم كي تفسح المجال لمن يريد أن يُركّب منظومة طاقة شمسية. ثالثاً: رفعت وزارة الطاقة أسعار الكهرباء وفقاً للتكاليف فمن باب الشفافية عليها كذلك أن تُسعّر المشتقات النفطية بسعر التكلفة ونسبة ربح 10بالمئة وليس 35بالمئة. واجب الحكومة تقديم الخدمات للمواطن بأقل التكاليف من مصادر دخل عليها أن توجدها وليس على حساب المواطن .
دائماً تقفز الجهات الحكومية إلى الخطوة الأخيرة والمتجسدة في جمع المال من المواطن، تحت شعار تحسين الخدمة وتحقيق ديمومتها دون أن تقوم بأبسط الواجبات مثل قراءة العدادات مثلاً بل تزيد على ذلك بتحميل المواطن تقصيرها. أعضاء الفريق الحكومي يقيسون مستوى المعيشة على رواتبهم متناسين الرواتب المتدنية لشريحة واسعة ومتجاهلين شريحة أوسع بلا رواتب، ومتجاهلين كذلك فروق الرواتب بين من تم تعينهم مؤخراً ومن كان قائماً. الدولة منكوبة ومسلوبة الموارد ومدمرة بناها التحتية وعلى الجميع المشاركة في إعمارها وليس شريحة المواطن بمفرده .