السوريون جميعاً سيدفعون فاتورة “غواية الادخار”..خبير يذكّر بمخارج نافذة نحو التعافي

الخبير السوري ـ نهى علي:

مقلق التهافت الذي يعتري المشهد العام السوري، والشغف غير المسبوق باكتناز الذهب..وانشغال من ليس لديه إمكانات الاكتناز بأخبار المعدن الثمين أكثر من انشغاله بتفاصيل وتحديات المعيشة اليومية “ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية”.

وبعيداً عن حالة الاستفزاز التي تخلفها الظاهرة الطارئة اليوم، ينظر المراقبون والخبراء بعين القلق من انجرار  الجميع وراء الحالة الادخارية بعيداً عن ميدان الاستثمار الحقيقي.

 

د. فادي عياش: تفوق ثقافة والاكتناز

والادخار على المبادرة وثقافة الاستثمار  

 

تحذير بصوت عالٍ

يحذّر الخبير الاقتصادي الدكتور فادي عياش، من ظاهرة تفوق ثقافة والاكتناز والادخار على المبادرة وثقافة الاستثمار. في إشارة إلى الطلب الراهن على الملاذات الآمنة قصيرة وطويلة الأجل كالعقارات والذهب والدولار..

فذلك برأيه من أبرز أسباب انتشار المضاربة وتعمق الآثار التضخمية. وتالياً زيادة حالة الركود، ويعرقل عملية التعافي الاقتصادي وتحقيق التنمية.

 

صناعة البيئة الجاذبة

يسترسل الدكتور عياش في تصريحه لجريدتنا “الخبير السوري” لافتاً إلى أن التعافي الاقتصادي يحتاج لحشد وتجميع وحسن توظيف كافة الموارد والإمكانات المتاحة لدى الحكومة والمجتمع. واستثمارها في قنوات تنموية تخدم المجتمع و المواطن و تحسن من ظروف وسبل عيشه الكريم. ولا سيما في حالة الاعتماد على الذات في هذه المرحلة ودون اللجوء للاتكال على المساعدات والقروض الخارجية.

صندوق بانتظار الفعل النافذ

وفي هذا السياق يرى الخبير عياش، أن قرار إنشاء الصندوق السوري للتنمية وكذلك مبادرات جمع التبرعات لدعم التنمية المحلية. وما يؤكد ذلك التصريحات الحكومية الرسمية بعدم الرغبة بالارتهان للخارج.
لكن رغم الإجراءات والمبادرات المذكورة أعلاه إلا أنها ـ برأيه ـ  غير كافية لتوجيه الموارد نحو الاستثمار التنموي.


فتفعيل الصندوق بحاجة لبيئة استثمارية محفزة ومشجعة وتسهيلات ائتمانية وسرعة ومرونة في الإجراءات.. وكذلك لإعادة وتعزيز الثقة المصرفية. بالإضافة إلى توفر ثقافة الاستثمار عوضاً عن ثقافة الإدخار والاكتناز.

أدوات التنمية الفعالة

يرى د. عياش أن تطوير وتحديث عمل سوق دمشق للأوراق المالية، يمكن أن يؤدي دوراً مؤثراً في تجميع وتوظيف الموارد المتاحة الصغيرة والمتوسطة بالإضافة للكبيرة.
وكذلك فإن التنمية الفعلية لمفهوم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ولمفاهيم ريادة الأعمال يساعد في استثمار الموارد المتاحة للمجتمع في نشاطات تنموية تعزز سبل العيش.
ويتساءل… هل  تتوفر هذه المتطلبات في بيئة العمل في ظروفنا الراهنة؟!.

مؤشر ارتباك

رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة ولا سيما الوزارات ذات الطابع الاقتصادي في هذا السياق إلا أنها ولاعتبارات موضوعية كثيرة لم تحقق ما هو مأمول منها بعد، برأي الخبير الاقتصادي د. عياش…فمثلاً، مازالت سياسة تقييد السيولة تشكل عائق مؤثر سواء لزيادة معدلات التشغيل المحلي أو للتوسع فيه.

[ جديد الخبير ]