مفاجأة غير سارّة بانتظار من اشترى ذهباً..تحذيرات عالمية من هبوط قادم في الأسعار

الخبير السوري ـ أوس عيد

طفت سيرة الذهب على سطح اهتمامات العالم منذ بدايات شهر أكتوبر الجاري، ووصل “التريند” إلى المواطن السوري بما في ذلك الفقراء الذين يبحثون عن سبل تأمين قوتهم اليومي، فهؤلاء أيضاً باتوا يستفسرون عن أسعار المعدن الثمين على التوازي مع أسعار البطاطا والبيض، وهذا ربما يكون شيء طبيعي في ظل تحول العالم إلى “قرية صغيرة”.

تحذير

إلا أن الجديد والذي على الجميع معرفته اليوم، هو أن ثمة تحذيرات بدأت تظهر من أن مايجري هو فورة لن تستمر، وأن اكتناز المعدن الثمين ليس حال من المخاطر، وسط نبوءات بتراجع مماثل في لأسعار على المدى المتوسط.

فقد حذّر كريستوفر كرودن – الذي يصف نفسه بأنه غير متحيز للذهب – في منشور حديث عبر لينكد إن من أن المستثمرين الذين اشتروا الذهب لتقليل المخاطر في محافظهم قد يواجهون مفاجأة غير سارة.

هذا بعد أن وصلت أسعار الذهب هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى في تاريخها، متجاوزة 4100 دولار في العقود الآجلة، وسط استمرار موجة التفاؤل في الأسواق. وقال كرودن: لقد شهدنا عامين أو ثلاثة من الارتفاع المتواصل للذهب، والعالم كله يعتقد الآن أنك إذا اشتريت الذهب سيرتفع، لكن هذا ليس صحيحًا دائمًا.

وأضاف كرودن: عندما دخلت هذا المجال عام 1979، كان سعر الذهب 850 دولارًا للأوقية، وكان ذلك رقمًا قياسيًا آنذاك، لكنه فقد بعد ثلاث سنوات نحو 65% إلى 70% من قيمته.

بينما تتصاعد التحذيرات من المبالغة في التقييم وتستمر مشتريات البنوك المركزية القوية، تمنحك InvestingPro الأدوات اللازمة لتحقيق التوازن في قراراتك. من خلال WarrenAI، يمكنك تحليل اتجاهات السوق وتقييم فرص التحوط في المحفظة الاستثمارية بشكل مدروس. احصل على خصم 50% مع الفلاش سيل واتخذ قراراتك الاستثمارية مدعومة بأدق التحليلات.

استراتيجية احتراز

تعتمد استراتيجية كرودن الاستثمارية الكمية على مراقبة تحركات أسعار الذهب يوميًا ومقارنتها بتقلبات عملات دول مجموعة السبع. وتشمل هذه العملات الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني واليورو والين الياباني والفرنك السويسري والدولار الأسترالي والدولار الكندي. ويجري استخدام هذه العملات في عمليات تداول متقاطعة أمام الذهب بهدف استغلال الفروق اليومية في الأسعار وتحقيق عوائد من تغير الاتجاهات في أسواق الصرف والمعدن الثمين.

ويُصمم صندوق كينتور التابع لشركة إنش ليكون بمثابة تحوط ديناميكي ضد تقلبات الذهب، إذ يقوم نموذج التداول الآلي للصندوق بالعمل في الاتجاهين؛ أي أنه يحقق أرباحًا سواء في حالات الارتفاع الحاد أو الانخفاض الحاد لأسعار الذهب.

غير أن أداء الاستراتيجية يتراجع في الأسواق العرضية التي تفتقر إلى اتجاه واضح للأسعار، أو خلال فترات التقلبات المفاجئة التي تعطل الزخم السعري. وقال كرودن: بصفتي متّبعًا للاتجاهات بشكل منهجي، ليست لدي أي وجهة نظر حول الذهب، ولا يهمني إن صعد أو هبط، فعملاؤنا يدفعون لنا لنتخذ مراكز شراء إذا ارتفع ومراكز بيع إذا انخفض.

تحذيرات من فقاعة محتملة

بدوره حذر جوناثان أنوين، رئيس إدارة المحافظ الاستثمارية في شركة ميرابو لإدارة الثروات في المملكة المتحدة، من أن موجة صعود الذهب الحالية قد لا تكون مستدامة.

وقال أنوين إن الذهب سيبقى على الأرجح مطلوبًا كفئة أصول منخفضة الارتباط مع غيرها، خصوصًا في ظل المبالغة في تقييمات الأسهم وارتفاعها بفعل حماسة الذكاء الاصطناعي.

لكنه أضاف محذرًا: من المفارقة، أنه إذا ارتبط أداء الذهب بشكل أكبر بفئات الأصول الأخرى، فسيبدأ بريق المعدن الثمين في التلاشي بالنسبة لنا ولغيرنا من المستثمرين.

وتابع: من المنطقي توقع أن تبدأ عمليات جني الأرباح بعد بلوغ مستوى 4000 دولار، لذا لن نتفاجأ إذا شهدت الأسعار تراجعًا مؤقتًا قبل استئناف الارتفاع لاحقًا.

ملاذ البنوك المركزية

أشارت ريبيكا ماكميلان، مديرة المحافظ المشاركة ضمن فريق الأصول المتعددة في شركة نيوبرجر بيرمان، إلى أن البنوك المركزية اشترت أكثر من ألف طن من الذهب سنويًا خلال أعوام 2022 و2023 و2024، أي أكثر من ضعف متوسط الوتيرة خلال العقد السابق، مع بروز الصين كأكبر مشترٍ.

وقالت ماكميلان إن الذهب يتمتع بخصائص جذابة للمحافظ الرسمية، نظرًا لعدم وجود مخاطر تعثر، وارتفاع السيولة، ووضعه المحايد بين الأصول الاحتياطية، مضيفة أن العقوبات المفروضة على روسيا في عام 2022 أبرزت هشاشة الاحتياطيات المرتبطة بالدولار، مما عزز الاتجاه نحو تنويع الأصول.

وفي سياق متصل، دعا مؤسس صندوق بريدج ووتر أسوشيتس الشهير راي داليو المستثمرين يوم الثلاثاء إلى تخصيص نحو 15% من محافظهم للذهب، مشيرًا إلى تشابه الظروف الحالية في الأسواق مع فترة السبعينيات، ومؤكدًا أن المعدن النفيس هو الأصل الوحيد الذي يزدهر عندما تتراجع الاستثمارات الأخرى.

[ جديد الخبير ]