مدير عام “أكساد” يحذّر من تدهور إنتاجية الأراضي.. يهدد الأمن الغذائي العربي

* د. العبيد: تعزيز الشراكة الإقليمية والدولية لمواجهة تحديات التغيرات المناخية

الخبير السوري:

نظم المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» بدمشق، أعمال الدورة التدريبية حول تحديد القدرة الإنتاجية للأراضي وصلاحيتها للزراعة، برعاية الدكتور أمجد بدر وزير الزراعة السوري، بمشاركة 32 متدرباً من فنيين وزارة الزراعة السورية وكلية الهندسة الزراعية بدمشق.

وقال مدير «أكساد»، في الكلمة التي القاها نيابة عنه الدكتور أكرم البلخي مدير إدارة الأراضي واستعمالات المياه أن هذه الدورة تأتي في إطار جهود المنظمة لتعزيز قدرات الدول العربية في تقييم الأراضي واستدامة إنتاجيتها.

وشدد «العبيد»، علي أن تدهور الأراضي والتصحر يشكلان اليوم أحد أبرز التحديات التي تواجه الأمن الغذائي العربي والعالمي، مما يتطلب تعاوناً علمياً وتقنياً مكثفاً لرفع كفاءة إدارة الموارد الطبيعية لرفع كفاءة إستخدام الأراضي والمياه.

وأوضح مدير منظمة «أكساد» إن المركز العربي يولي اهتماماً خاصاً بتطبيق المنهجيات العلمية الحديثة ونظم المعلومات الجغرافية في تقييم خصوبة الأراضي وصلاحيتها للزراعة، إلى جانب نشر تقنيات الاستشعار عن بُعد لتقدير الإنتاجية الزراعية ووضع خرائط دقيقة لاستخدامات الأراضي، بما يسهم في وضع سياسات زراعية قائمة على المعرفة والبيانات المحدثة.

وشدّد «العبيد»، على ضرورة تعزيز الشراكة الإقليمية والدولية لمواجهة تحديات التغيرات المناخية، موضحا أن “الطلب العالمي على الغذاء سيزداد بنسبة 70% بحلول عام 2050، في وقت يتراجع فيه نصيب الفرد من الأراضي الزراعية المنتجة، مطالبا تبني خطط متكاملة لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة وتحسين إنتاجيتها عبر الإدارة المستدامة للموارد الأرضية والمائية.

وأكد مدير «أكساد» على إستمرار دعم جهود الدول العربية لتحقيق الأمنين الغذائي والمائي، والمساهمة الفاعلة في بلوغ أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف 17 المتعلق بتعزيز الشراكات والوسائل لتنفيذ التنمية.

من جانبه، أكد الدكتورباسل سويدان معاون وزير الزراعة السوري على أهمية التعاون المستمر مع أكساد في تعزيز القدرات العلمية والتقنية للكوادر الزراعية السورية، مشيراً إلى أن الدورة التدريبية الحالية تمثل فرصة مهمة لاكتساب مهارات عملية في تقييم الأراضي وقياس مقدرتها الإنتاجية، واستصلاح الأراضي المتدهورة.

وأضاف «سويدان»، أن حماية الأراضي وتحسين إنتاجيتها يشكلان عاملاً أساسياً لتحقيق الأمن الغذائي والمائي، معتبراً أن استثمار المعرفة العلمية والتقنيات الحديثة في الزراعة ضرورة لمواجهة تحديات التصحر وتغير المناخ، مشددا على أهمية استمرار العمل المشترك بين الوزارة والمؤسسات الوطنية والعربية لتطوير السياسات الزراعية وضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

بدوره، أكد الدكتور أكرم البلخي، مدير إدارة الأراضي واستعمالات المياه في أكساد، على الدور المحوري الذي تضطلع به المنظمة كبيت خبرة عربي في مجال التدريب وبناء القدرات وتأهيل الكوادر الفنية العربية. وأوضح أن تنظيم هذه الدورة يهدف إلى تمكين 32 متدرباً من كوادر وزارة الزراعة والمهندسين الزراعيين من الاطلاع على البرامج الحديثة المستخدمة في تقدير المقدرة الإنتاجية للترب، بالاعتماد على الخصائص الفيزيائية والكيميائية والخصوبية للتربة، إضافة إلى البيانات المناخية والبيئية وتحاليل المياه، وذلك للوصول إلى تحديد درجات الملاءمة للمحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة والتنبؤ بإنتاجيتها بدقة علمية عالية.

من جانبه، أشار الدكتور فراس الغماز، مدير الأراضي في وزارة الزراعة السورية، إلى أن تصنيف الأراضي يشكل قاعدة علمية متينة لتحديد خصائصها الفيزيائية والكيميائية، موضحاً أن هذه الدراسات تساعد في تحديد الاستخدام الأمثل للأراضي بحسب مقدرتها الإنتاجية ودرجة ملاءمتها للزراعات المختلفة.

وأضاف «الغماز»، أن تقييم الأراضي يُعد أداة حيوية في عمل الوزارة، حيث يحدد الأراضي القابلة وغير القابلة للزراعة، ويُعتمد عليه في تقدير الحالة الخصوبية للأرض لأي مشروع استثماري زراعي أو إنتاجي، مؤكداً أن منح التراخيص لاستثمار الأراضي يستند بشكل أساسي إلى نتائج تصنيف المقدرة الإنتاجية، بما يضمن حسن التخطيط الزراعي وتحقيق التنمية المستدامة.

يُذكر أن الدورة مستمرة حتى 15 أكتوبر وتتضمن عدداً من المحاضرات النظرية والتطبيقات العملية يقدمها خبراء من «أكساد» وخارجها، حول تقييم التربة واستعمالات الأراضي ومكافحة التصحر وإدارة الموارد المائية، بهدف رفع كفاءة الكوادر العربية وتبادل الخبرات في مجال الإدارة المستدامة للتربة.

[ جديد الخبير ]