لبنان يطالب بتصدير “وجبة الفقراء” إلى سوريا

الخبير السوري ـ نهى علي:
تشهد الأسواق السورية حالياً ارتفاعات كبيرة في أسعار البطاطا سبونتا المالحة  “8000” ليرة للكيلو الواحد، وهو رقم كبير جداً بالنسبة لسعر مادة ينظر إليها السوريون على أنها صديقة الفقراء.
فيما تتهاود أسعار المادة لدى المنتجين اللبنانيين إلى معدلات تتوعد المزارع بالخسارة وتكدسها في المستودعات، بكل مايعني ذلك من احتمالات تراجع الجودة أو التلف.
ويعول اللبنانيون على السوق السورية لإنقاذ موسمهم، عبر السماح بدخول الأسواق هنا، ويعتبرونه ذلك مطلباً ملحاً اقرب البلدين وتراجع تكاليف الشحن.

إذ طالب رئيس نقابة مزارعي البطاطا في البقاع كابي فرج بفتح الأسواق السورية أمام البطاطا اللبنانية، مشيراً ـ وفقاً لموقع المدن ـ إلى أن لبنان يستقبل يومياً برادات محمّلة بالمنتجات السورية من دون اعتراض. وأوضح أنه تواصل مع وزير الزراعة نزار هاني لبحث فتح السوق السورية، وتخفيف تكدس البطاطا في المخازن.

في هذا الإطار، أكد رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع إبراهيم ترشيشي لـِ “المدن”، أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم نقل الكميات المنتجة من البطاطا إلى سوريا، “نتيجة عدم سماح السلطات السورية سابقاً بدخول البطاطا اللبنانية إلى أراضيها”.

وأوضح أن اجتماعاً سيُعقد يوم غد عند الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر مع وزير الزراعة، لبحث سبل فتح الأسواق السورية أمام البطاطا اللبنانية، مشيراً إلى أن التجمع سيطالب الوزارة بالتدخل لتسهيل عملية التصدير في أسرع وقت ممكن.

وبيّن ترشيشي في حديثه، أنَّ نحو 90 ألف طن من البطاطا ما زالت مكدّسة في البرادات، منها ما يقارب 50 ألف طن مخصّصة للمصانع، في حين يُفترض بيع الكمية المتبقية قبل منتصف تشرين الثاني، “لأن البطاطا بعد هذا التاريخ تبدأ بالتلف، وتتحول إلى علف للحيوانات”.

وشدد ختاماً على أن الموسم الحالي “يُعد من أصعب المواسم التي مرّ بها المزارعون”، واصفاً العام الزراعي بأنه “عام قسوة وفقر” نتيجة الأزمات المتلاحقة التي واجهت القطاع منذ بداية موسم الزراعة في عكار في الأول من أيار، وحتى اليوم.

يُذكر أن العادة درجت في سوريا على السماح باستيراد 5000 طن بطاطا من مصر في فترات الفجوة الإنتاجية ” بين العروتين”، إلا أن تكاليف الشحن ترفع الأسعار وتباع السورية والمصرية بذات القيمة.

واليوم تبدو الفرصة مناسبة السماح باستيراد البطاطا اللبنانية ذات القوام و المواصفات المطابقة البطاطا السورية، وستكون أجور النقل أقل بكثير.

 

[ جديد الخبير ]