(راحة البال) عبارة يحلم بها الجميع وغاية يطلبها الإنسان في حياته المتعبة ، ويحاول بشتى الطرق أن يصل إليها وفعلاً قد يصل إليها البعض ويفشل الكثيرون بالوصول إليها لأسباب عديدة ومختلفة، والعبارة أصلاً مختلفٌ على معانيها ومختلف على كيفية الوصول إليها ومختلف على تفسيراتها ولكن ملخصها أن (البال) وفق التعريف اللغوي هو المساحة العقلية والنفسية الداخلية للإنسان التي تجري منها عمليات التفكير والتركيز والقلق والاهتمام والرعاية والعاطفة وأخيراً الطمأنينة من عدمها، ويمكن تشبيه (البال) بمركز المعالجة في جهاز الكومبيوتر حيث هي مساحة العمل الفورية للعقل والروح حيث تتم معالجة المشاعر والأفكار وبالتالي فان راحتها هي رحلة الإنسان بين الإيمان والعمل و الطموح.
وراحة البال أمر أساسي ومطلوب في زمن تكثر فيه المشاغل وتزداد فيه الصعوبات وتكبر فيه التحديات ولكن هل لراحة البال مؤشر يمكن أن يكون منعكساً للحالة الاقتصادية والاجتماعية للفرد، المفاجأة أن لراحة البال وفق محركات الذكاء الصنعي مؤشرا يمكن قياسه وتحليله وهو بمثابة مقياس شخصي أو مجتمعي لمدى الشعور بالطمأنينة والاستقرار والرضا عن الحياة بشكل عام وعن الوضع الاقتصادي بشكل خاص وهو يعكس مستوى الامان المالي والصحي والنفسي للفرد اولا وللمجتمع ثانيا.
ويمكن قياس مؤشر راحة البال على مستوى المجتمعات من خلال:
-مستوى الامان الشخصي والمجتمعي.
-جودة الخدمات الصحية والتعليمية.
-الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
-مستوى الثقة بين أفراد المجتمع.
-جودة البنية التحتية والخدمات العامة.
وراحة البال الاقتصادية تعني فيما تعنيه :
-توفر فرص العمل اللائقةو المجزية
-تحسن مستوى الدخل الفردي والمعيشة وإشباع الحاجات المتزايدة.
-تحسن مستوى الخدمات العامة.
-تأمين السكن اللائق والمريح.
-تعزيز الشعور بالمواطنة والانتماء لسورية الجديدة المتجددة.
للبال راحة وللاقتصاد فسحة مهمة لتحقيق أجزاء عديدة من هذه الراحة المطلوبة في كل وقت وحين .
ما أحوج السوريين اليوم للوصول لأعلى درجات راحة البال الاقتصادية عبر برامج و حلول لتحقيق مستويات أكبر من النمو والتنمية و الخدمات المتطورة و لمراتب أعلى من الطمأنينة والثقة أن المستقبل يحمل في طياته الأجمل اقتصادياً ومالياً واجتماعياً ولعل في تفاصيل هذا المؤشر ما يدل على أهمية تحقيق هذه العناصر بالفترة القادمة ليشعر الجميع براحة بال اقتصادية.
دمشق 8-10-2025
كتبه د. عامر محمد وجيه خربوطلي
العيادة الاقتصادية السورية