عشرات الطلاب السوريين يخرجون قسراً من التعليم بعد توقف جامعة السويداء

الخبير السوري:
مع عودة الطلاب إلى الجامعات، يجد طلاب المحافظات السورية ممن التحقوا خلال السنوات الماضية للدراسة في جامعة دمشق فرع السويداء، أنفسهم أمام واقع صعب، وسط غياب الحلول وعدم استجابة فعلية من قبل وزارة التعليم السورية للنظر في أوضاعهم.

واشتكى عدد من الطلاب، لموقع تلفزيون سوريا، من انقطاعهم عن الدراسة، نتيجة نزوحهم من السويداء إلى محافظتهم خلال الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة، وإغلاق الجامعة هناك إلى أجل غير مسمى.

الطالب محمد البندقجي في السنة الثالثة بكلية الهندسة الكهربائية في السويداء، عاد إلى دمشق في تموز، وانقطع عن الدراسة منذ الفصل الثاني لعام 2025، بسبب إغلاق الجامعة.

ويقول محمد لموقع تلفزيون سوريا، “الوزارة تعيش في عالم منفصل عن الواقع، لا نستطيع دخول السويداء للحصول على الأوراق المطلوبة للنقل، وإن دخلنا فإن الجامعة منكوبة ومدمرة، لا يوجد طاقم إداري أو تجهيزات صالحة للعمل”.

وبحسب أنظمة وزارة التعليم العالي، يحق للطلاب الانتقال من جامعة إلى أخرى عبر تقديم طلب استضافة رسمي، يتضمن موافقة عميد الكلية وكشف علامات مصدق من الجامعة الأصلية.

لكن هذه الإجراءات التي كانت تبدو بسيطة، تحولت إلى عقبة مستحيلة في ظل الوضع الأمني في السويداء.

حاول محمد إيجاد مخرج من هذه الدائرة المغلقة، فتواصل مع عميد كليته في السويداء، الذي منحه موافقة شفهية على النقل إلى جامعة دمشق، لكن عندما قدم الطلب إلى شؤون الطلاب في دمشق، قوبل بالرفض لأن “الوثائق الرسمية غير مكتملة”، بحسب ما قيل له.

“نحن بحاجة إلى حلول واقعية، لا يمكن أن يُطلب منا الذهاب إلى منطقة خطرة أو إلى جامعة شبه مدمّرة لإحضار أوراق لا وجود لها”، يضيف مح

طلاب بين النزوح والإهمال
قصة محمد ليست حالة فردية، عشرات الطلاب من المحافظات القادمين من السويداء يعيشون وضعاً مماثلاً.

أمجد المصري، طالب في السنة الرابعة بكلية الزراعة في جامعة السويداء، واحد من هؤلاء.

اضطر أمجد للعودة إلى منزل عائلته في ريف دمشق خلال شهر حزيران الماضي بعد الاشتباكات التي شهدتها المدينة، ليجد نفسه فجأة خارج العملية التعليمية.

ويروي أمجد خلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا، معاناة جولاته المتكررة بين مكاتب الشؤون الطلابية في جامعة دمشق، بحثاً عن استثناء أو تسهيل، لكنه في كل مرة يُجابه بالرفض أو اللامبالاة.

ويتابع “خسرت سنة دراسية وربما سأخسر دراستي كلها، شؤون الطلاب في جامعة دمشق متعنتة، والوزارة لا تهتم، يطلبون منا أوراقاً رسمية من السويداء، وكأنهم لا يسمعون الأخبار وما يحدث هناك”.

ويضيف “ذهبنا مجموعة من الطلاب قبل فترة إلى شؤون الطلاب بجامعة دمشق، طالبنا بتسهيلات أو قبول استثنائي، لكن الموظف المسؤول نصحنا بالتسجيل من جديد في المفاضلة وكأن سنوات دراستنا السابقة لم تكن موجودة”

وزارة غائبة وطلاب خارج العملية التعلمية
ومنذ منتصف عام 2025، مع تصاعد الاشتباكات المسلحة في السويداء، وإفراغ السكن الجامعي في السويداء من طلاب المحافظات توقفت الدراسة في معظم كليات الجامعة، وتعرضت مباني الكليات لأضرار مادية كبيرة.

ورغم أن وزارة التعليم العالي أصدرت بيانات مقتضبة تؤكد “حرصها على متابعة أوضاع الطلاب”، إلا أن أي خطوات عملية لم تُتخذ حتى الآن لتأمين بدائل أو فتح مراكز استضافة للطلاب.

وقال عدد من الطلاب لموقع تلفزيون سوريا، إن محاولاتهم لفتح قنوات اتصال بين عمداء الكليات في السويداء ونظرائهم في المحافظات لم تسفر عن نتيجة، إذ ما تزال الجامعات ترفض استقبال طلاب دون وثائق رسمية أو “مخاطبات إدارية” من الجامعة الأم.

كما قدم الطلاب، مقترحاً لوزارة التعليم العالي، حول إمكانية إصدار قرار استثنائي يسمح بالتحاق كل طالب في جامعة محافظته، مع الاعتماد على موافقات إلكترونية بدلاً من الورقية صادرة عن الشؤون الطلابية في جامعة السويداء، لكن لم يتلقوا استجابة.

ومع بداية العام الدراسي الجديد، يعيش هؤلاء الطلاب واقعاً مجهولاً، إذ يعرفون ما إن كانوا ما زالوا طلاباً أم أصبحوا خارج المنظومة التعليمية.

وبحسب عدد من الطلاب الذين تحدث إليهم موقع تلفزيون سوريا، يعتبر أغلبهم أنهم باتوا ضحية للوضع الأمني والسياسي المتأزم في سوريا، وفي ظل غياب خطة واضحة من وزارة التعليم العالي للنظر في أوضاعهم، يرى الطلاب أنه لا مؤشرات على عودتهم للدراسة قريباً.

تلفزيون سوريا

[ جديد الخبير ]