دخل فصل الشتاء بأجواء باردة وسينتهي..! وأغلب المدارس من دون تدفئة، إذ يعاني آلاف التلاميذ في دمشق وريفها من غياب التدفئة في الصفوف نتيجة عدم توفر مادة المازوت وخاصة في ريف دمشق والمناطق الأكثر برودة.
مدارس أم ثلاجات ..!
ويستهجن الأهالي من صمت المعنيين عن هذا الوضع لاسيما أن فصل الشتاء لم يبق منه إلا شهران، فهل من المعقول أن تبقى المدارس من دون تدفئة؟.
تلاميذ تحدثوا مع ” الخبير السوري ” عن معاناهم اليومية داخل الصفوف وكأنهم يدرسون في ثلاجات وليست مدارس، موضحين عدم مقدرتهم على الكتابة نتيجة اليردوة، إضافة إلى اضطرارهم لارتداء الألبسة الشتوية الثقيلة مما يعيق تحركهم في المقاعد وخاصة أنهم يجلسون كل ثلاثة تلاميذ في مقعد واحد.
مسلسل يومي
الأهالي أكدوا أن تأثير غياب التدفئة لم يتقصر على داخل الصفوف فقط، بل يمتد إلى الحالة النفسية للأطفال.
تقول أم طالبة في المرحلة الابتدائية: إن مسلسل البرد القارس تبدأ أولى حلقاته من الساعة السابعة صباحاً، إذ ترفض ابنتها الذهاب إلى المدرسة نتيجة البرد الشديد وغياب التدفئة.
ويؤكد سامي من أهالي الغوطة الغربية أنه يضطر إلى عدم إرسال ابنه إلى المدرسة في الأيام شديدة البرودة، مبدياً انزعاجه من هذا التصرف ولكن هذا “ليس حلّاً” على حد تعبيره، فكل أيام الشتاء باردة ولا يمكن “حرمان الأطفال من التعليم بسبب البرد”.
نفور من المدرسة
ويؤكد مرشدون اجتماعيون أن غياب التدفئة ليس مجرد خلل خدمي، بل عاملاً يقيّد حق الأطفال في التعلّم ضمن شروط إنسانية مقبولة”، وخاصة أن غياب البيئة التعليمية الصحيحة ينعكس سلباً على الحالة النفسية للتلميذ ، إذ تتشكل لديه مشاعر نفور من المدرسة، وقد يرفض الذهاب إليها، إضافة إلى التأثير بشكل مباشر على ذهنية التلميذ واستعداده لتلقي المعلومات، علماً أن الحالة النفسية نتيجة البرد الشديد يضعف التركيز لدى التلميذ مع التأثير المباشر على انفتاح الطفل الذهني واستعداده لتلقّي المعلومات، ويضعف تركيزه داخل الصف.
صورة سلبية
وحذر مرشدون نفسيون من خطورة هكذا حالة قد تحول التلميذ إلى حالة اعتيادية يومية مع البرد الشديد، ما يرسّخ صورة سلبية عن التعليم بوصفه تجربة مُرهِقة لا بيئة آمنة.
ولم يتوقف الأمر عند التلاميذ بل تتوسع رقعة المعاناة إلى المعلمين داخل الصفوف، إذ اعتبرت المعلمة براءة أنها تقوم بشرح الدرس مرتدية معطفاً سميكاً، مع احساس ببرودة الأصابع أثناء الكتابة، متساءلة كيف أطلب من تلميذ في الحلقة الأولى أن يركز وأنا لا استطيع تحمل البرد ..؟.
مطلب محق ولكن ..
مدير المجمع التربوي في الغوطة الغربية عامر شمشان كان شفافاً بالرد عندما أكد أحقية الأهل وأبنائهم في مطلب التدفئة في المدارس ، معتبراً أن موضوع توزيع المازوت من مسؤولية شركة المحروقات التي لم ترسل لغاية هذا التصريح اي كميات على المدارس.
ولم يحدد مدير المجمع أي موعد لتسليم مادة المازوت.
ويأمل المواطنون أن لا تتأخر شركة المحروقات بإرسال المازوت إلى المدارس، مطالبين المعنيين في وزارة التربية والتعليم بايجاد الحلول والاسراع بالإجراءات ووضع آلية منظمة مستقبلاً لتوزيع المازوت قبل افتتاح المدارس ودخول فصل الشتاء.