تحويل الهواء إلى “مصاري”..الأثير السوري من ذهب

الخبير السوري ـ كتب مرشد ملوك:

تتحدث الدول وتتباهى وتستثمر وتسوق لمقدراتها وثرواتها الطبيعية والبشرية ولكل شيء تريد أن تسوقه… “وبلا طول سيرة ” فالهوى و الأثير الذي ينقل الموجات الراديوية والكهرومغناطيسية والذبذبات الهوائية سواء لخدمات الاتصالات الخلوية أو البث الفضائي أو البث الإذاعي مشكلاً لصناعة غيّرت وجه العالم ومسافاته ، هو ثروة وطنية لكل مواطن الحق فيها.

ويبدو الحديث عن هذه الثروة وأهميتها فيه الكثير من السذاجة ، فحياتنا واقتصادنا أصبح مرتبط بثورة البث الرقمي بكل أبعاده ، وقد نظم القانون السوري هذه الثروة بشكل مفصل ودقيق.

في سوريا قامت لدينا شركتي الخلوي من حوالي العشرين عاما “واستثمرتا هوانا لأخر نسمة” لدرجة لم نكن نستطيع أن نتفس بشهقة هوى أو زفرة واحدة من كبار القوم إلى أصغرهم، – لا شهيق ولا زفير – كنا أول شي عم نشتغل على – bot – يعني بترجع الملكية في العام 2015 كاملة للدولة .. هيهات .. فصّلنا القصة وصارت الملكيات خاصة “بيوم وليلة ..”
وبلش الحديث عن المشغل الثالث في سوريا والفورجيات التي ستصل لحدود خمسة فورجي ويمكن أكتر وبدنا نسبق سنغافورة ، لكن لم يقم أي شيء من كل ذلك ، وبقي من يحتكر يحتكر إلى هذه اللحظة .

واليوم بعد قرابة عام كامل على التحرير لم يتغير في الأمر شيئا ، وكأن بقاء الحال ليس محال ، فلم يقم لدينا مشغل ثالث ، واستمرت الخدمات على ماهي عليه بل أسوء ، بعد كل ذلك “وفي يوم وليلة” تعلن شركتا الخلوي عن قفزة في أسعار باقات الاتصالات وكأننا مقيمين على هذه الأرض ولسنا مواطنين لنا الحق في هوانا قبل أي أحد أخر ..
الغريب العجيب أن تعاطي وزارة الاتصالات والتقانة مع رفع أسعار الاتصالات الخلوية لدينا جاء بطريقة فيها الكثير من الغرابة ، فهي تتحدث في بيانها عن ضرورة تحسين كفاءة التشغيل، ” صح النوم” يعني لازم ننتظر شركات الخلوي لترفع أسعارها ونحكي بعدها عن جودة الخدمة .. وأيضا من قال أن قصة التسعير المجحفة وغير المدروسة ليست من اختصاص الهيئة الناظمة لقطاع الاتصالات .

بكل الأحوال نحن ” أكلناها” عالحدين .. بالأول ضاع هوانا سدى واليوم بدنا ندفع ثمن هوانا أكتر وأكتر ، وخليها متل مابيغني عبد الحليم حافظ ” الهوى هواي”.

[ جديد الخبير ]