جدلية تعرفة الكهرباء..تحدي القرار وترميم تبعاته

الخبير السوري ـ نسيم عمران:

شهد القرار الأخير الخاصّ بزيادة أسعار الكهرباء في سورية موجة من الرّفض والاستهجان وعدم القبول ، وخاصّة مع تأثيراته على الحياة المعيشيّة للفرد والتي تُعدّ حسب تقارير البنك الدّولي ومنظمات الأمم المتّحدة معدومة أو تصنّفها بالأسوأ عالميّاً…
قد يكون للحكومة مبرراتها المقنعة من وجهة النظر الفنية الرسمية بل والواقعية من جانب..لكن من جانب ثانٍ فإن القرار الذي صدر مؤخّراً  وينصّ على رفع جديد لتعرفة الكهرباء المنزليّة والتّجاريّة ، حيث أصبحت الشّريحة الأولى حتى 300 ك.و.س بسعر 600 ليرة للكيلوواط، وما فوقها بسعر 1,400 ليرة، مع زيادات أكبر للقطاعات التّجاريّة والصّناعيّة..سيكون له تبعات من المؤكد أنها ترتب استحقاقات لاحقة على الحكومة.

 من وجهة نظر الحكومة …
الخطوة وفق الرؤية الحكومية جاءت في إطار محاولة تخفيف خسائر قطاع الكهرباء التي تُقدّر بحوالى مليار دولار سنويّاً، وتغطية تكاليف الصّيانة والتّطوير بعد تراجع الإنتاج وتهالك البنيّة التّحتيّة .

 التّأثير على المواطن …
لكن و على الرّغم من اعتبار الشّريحة الأولى “مدعومة” فإنّ الزّيادة ستشكّل عبئاً على الأسر، خصوصاً في ظل ارتفاع الأسعار العامّة وضعف الدّخل ، حيث وفي ظلّ هذا القرار ستزدادّ الضّغوط على العائلات التي تحتاج استهلاكاً يفوق الحدّ المنزلي الأدنى.

_ تأثير القرار على مراكز بيع الطّعام والمولات والخضار …

ازدحام في أسواق دمشق

١ _ مراكز بيع الطّعام :
سنجد أنّ تكاليف التّشغيل سترتفع (تبريد ، إنارة ، أفران ، أجهزة كهربائية) ومن المتوقّع ارتفاع أسعار الوجبات ، وخصوصاً التي تحتاج إلى تبريد دائم أو تجهيز حراري طويل.
كما سنشاهد زيادة في الاعتماد على المولدات والطّاقة البديلة والتي تعدّ مكلفة جداً بالنّسبة لدخل المواطن ، ما يعني تفاقم المشكلة وليس حلّاً لها .

٢ _ المولات والمتاجر الكبيرة …
_ من المؤكّد أنّنا سنرى ارتفاعاً مؤكّداً في فواتير الإضاءة والتّكييف والتّبريد مع احتمال زيادة أسعار السّلع أو فرض رسوم تشغيل إضافية على المحال داخل المولات وهو أمرٌ متوقّع وحتمي ، وربما لاحقاً تقليص لعدد ساعات التّشغيل أو إطفاء الأقسام غير الحيويّة لتقليل الإنفاق.

٣_ محال الخضار والبقاليّات …
_ أهم التّأثير يقع على حفظ الخضار والفواكه والألبان والأجبان واللحوم داخل البرادات ،
فأيّ زيادة في التّكلفة ستنعكس على أسعار السّلع الحسّاسة بسرعة ، وخاصة في الصّيف مع زيادة الفاقد الغذائي إن انخفضت ساعات التّبريد.

٤ _ المشتقات النّفطيّة من البنزين و المازوت والغاز المنزلي والتّجاري ، من غير المعروف هل ستواكب الكهرباء في الزّيادة أم …

خلاصة …
رفع أسعار الكهرباء خطوة تهدف إلى دعم قطاع الطّاقة، لكنّها ستؤدّي إلى ارتفاع ملحوظ في تكاليف المعيشة وأسعار المواد الغذائية والخدمات، ما يزيد من الضّغط على الأسر السّورية والتّجار على حدّ سواء.. ومن المؤكد أن مثل هذه الآثار تتطلب تحسين الدخول والمعيشة بوسائل متعددة، وتحريك سوق العمل بمعدلات رواتب عالية، وهذه قد تحتاج إلى زمن..فشرك الزمن مهم في قضايا بنوية عميقة كما حال إعادة ترتيب بنية الاقتصاد السوري.

[ جديد الخبير ]