انتقد الصناعي السوري المعروف عصام تزيني / غرفة صناعة حمص، القرارات الحكومية المتسارعة والمتسرعة التي صدرت مؤخراً، وتساءل باستغراب: لماذا يصر أعضاء الحكومه الإنتقالية على استفزاز السوريين الفقراء وهم أكثر من خمس و ثمانين بالمئة من نسبة السكان !!؟؟
لماذا يصرون على استرجاع آلام الدفع التي عولجت جزئياً مع بدء التحرير حيث بدأت تتراجع ولو بشكل ضئيل مع الانفتاح والتنوع الكبير للمنتجات والسلع في الأسواق ومع تحسن الدخل الذي حصل بسبب رفع الرواتب و تسهيلات العمل والتداول؟؟!!
تصرفات غير مفهومة..!!!
ويتابع تيزيني تساؤلاته الملحة: هل بدأت ملامح المراهقة تظهر في أدائهم وتعاملهم مع الداخل بعد أن وضحت ملامح النضج الكبير في أدائهم مع الخارج !!؟؟
إن السوريين متعبون ولا يجوز العبث بقدرتهم على الحياة وممارسة الفرح الذي يعيشونه بعد انتصار ثورتهم ..!!!
ثلاث قرارات موجعة في أسبوع ..!!
ولفت تيزيني إلى ثلاثة قرارات مثيرة للاستغراب صدرت خلال أسبوع واحد…
الأول: وزير الإقتصاد يقرر منع استيراد الخضار واللحوم والفروج الحي والبيض بدءاً من الشهر القادم تجاوباً مع اقتراح السيد وزير الزراعة والهدف حماية المنتجات المحلية المماثلة ضارباً بعرض الحائط حماية المستهلك وحقه في الاختيار، ومتجاهلاً نتائج القرار المماثل الذي اتخذه في تموز الماضي عندما قرر أيضاً منع استيراد نفس المنتجات خلال شهر أيلول وما نتج عن ذلك حينها ومايزال ينتج من تضاعف الأسعار وتوتر الأسواق . !!
الثاني: وزير الطاقة يقرر رفع أسعار الكهرباء المنزلية وبشكل صارخ لا يحتمله حتى الأغنياء بحجة تحسين الخدمات وتراجع ساعات التقنين، وهذا القرار فيه وجهة نظر لجهة التكلفه ولكن كان من الحكمة التدرج الناعم في رفعها ريثما تتراجع قليلاً نسبة الفقر وتتحسن قدرة الناس على الدفع، فالأمر ليس مستعجلاً ويمكن الاستعانة بدعم مالي ما….وواجب السيد الوزير وفريقه أن يبحثا عن مطارح جانبية يغطيان بها تكاليف إنتاج الكهرباء بعيداً عن جيوب السوريين المهترئة، فليس من الحكمه أن تكون فاتورة اليوم بضعة آلاف لتصبح غداً بضعة عشرات من الآلاف !!!!
الثالث: أما القرار الثالث فهو السماح بتصدير خردة المعادن الناتجه عن الدمار الذي خلفه البائد علماً أن سوريا تحتاج ملايين الأطنان منها حيث يمكن إعادة تصنيعها وتدويرها واستخدامها في إعادة البناء والإعمار بدل استيرادها بأضعاف الأثمان ..!!!
وخاطب تيزيني أصحاب القرار التنفيذي بالقول: الساده القائمون على اقتصادنا.. لطفاً وتكرماً كونوا أكثر التصاقاً مع الداخل كما هو التصاقكم مع الخارج ..عيشوا حياة الناس ..تجولوا في الأسواق …اذهبوا إلى المدن المدمرة والمخيمات …استحضروا آلام السوريين البائسين …ادرسوا قراراتكم وشاوروا قبل إقرارها …اعتذروا عن الخطأ وتراجعوا حين حدوثه ..لاتضعوا أنفسكم في مواضع التبرير فواقع السوريين واضح لا تحاولوا تجميله دفاعاً عن إنجازاتكم فالناس تراقب وتعرف ..الجميع يقدر جهودكم ومحدودية أدواتكم ..!!!!