أرسيل غورال.. خبير تركي يدير مطار دمشق

* كتب عدنان عبد الرزاق /العربي الجديد


يعتبر الكثير من الخبراء تعيين الخبير التركي في مجال إدارة وتشغيل المطارات أرسيل غورال رئيساً تنفيذياً لإدارة وتشغيل مطار دمشق الدولي، اختياراً موفقاً، نظراً للإدارات الناجحة والأعمال السابقة لمتخصص قاد مطار صبيحة غوكشين إلى مراكز عالمية متقدمة، بعد مسيرته الممتدة لثلاثة عقود في قطاع خدمات الطيران، ختمها قبل تعيينه في مطار دمشق، بمنصب رئيس العمليات في شركة تطوير مطار الملك سلمان الدولي العام الماضي.

وزاد التساؤل عن غورال أخيراً بعد إعلان تحالف دولي يضم خمس شركات أجنبية عن تعيينه رئيساً تنفيذياً لإدارة وتشغيل مطار دمشق الدولي، في إطار مشروع استثماري ضخم تتجاوز قيمته 4 مليارات دولار، ويُعد الأوسع من نوعه في قطاع البنية التحتية السورية منذ عقود.

وجاء هذا التعيين بعد توقيع الحكومة السورية في أغسطس/آب الماضي مذكرة تفاهم مع التحالف، الذي يضم ثلاث شركات تركية هي: “جنغيز” و”كاليون” للبناء، و”تاف” المشغلة للمطارات، إضافة إلى “أورباكون” القطرية و”أسيتس إنفستمنتس” الأميركية.

ولد أرسيل غورال في إسطنبول في نيسان/إبريل عام 1972، وأكمل تعليمه الثانوي في مدرسة “كادي كوي” الأناضولية الثانوية، قبل أن يدرس إدارة الأعمال باللغة الإنكليزية في جامعة إسطنبول. بدأ حياته المهنية منذ عام 1993 حتى عام 2000 في شركة جلبي “Çelebi” للمناولة الأرضية وشركة غوزين للطيران في مطار “أتاتورك” في إسطنبول، قبل أن يتولى منصب نائب المدير العام للعمليات بمطار “أتاتورك” في شركة TAV Airports Holding.

ثم شغل منصب المدير العام لمدة عامين في مطاري “تبليسي وباتومي” في جورجيا، اللذين تديرهما الشركة ذاتها، ثم عُيّن مديراً عاماً لمطار النفيضة الحمامات الدولي في تونس، والذي تديره الشركة ذاتها أيضًا. وفي عام 2011 عاد غورال إلى تركيا ليشغل منصب المدير العام لمطار أنطاليا حتى عام 2015. ليتولى عام 2016 منصب الرئيس التنفيذي المسؤول عن التكامل (CAIO) في شركة İGA، الشركة المشغلة لمطار إسطنبول.

اتفاق تأهيل مطار دمشق
ولعل المنصب الأبرز لأرسيل غورال كان الرئيس التنفيذي لمطار صبيحة غوكشين في إسطنبول بين عامي 2017 و2021، نظراً للإنجازات التي حققها المطار خلال عهده، حيث أصبح ضمن أكبر 10 مطارات في أوروبا، وفاز بأكثر من 50 جائزة محلية ودولية بين عامي 2018 و2020، إضافة إلى اختياره ضمن 50 رئيساً تنفيذياً يقودون عالم الأعمال في تركيا من جانب مجلة “بيزنس لايف” لعام 2020.

وبعد النجاح في مطار صبيحة بالقسم الآسيوي من إسطنبول، شغل غورال منصب الرئيس التنفيذي لشركة “MR”، المشغلة لخمسة مستشفيات في مدن بورصة، أضنة، يوزغات، إلازيغ، غازي عنتاب، وقبل تعيينه في أغسطس الماضي رئيساً للائتلاف المُشكّل لتوسيع وتحديث مطار دمشق الدولي، شغل منصب نائب رئيس مطار الملك سلمان الدولي بالرياض.

وتنص مذكرة التفاهم الموقعة بين دمشق واتحاد الشركات بقيادة شركة “UCC” القطرية بقيمة تفوق 4 مليارات دولار، على تطوير مطار دمشق الدولي وفق أحدث المعايير العالمية، بحسب تصريح سابق لرئيس الهيئة العامة للطيران المدني السوري، عمر الحصري، الذي بيّن أن الاتفاق يشمل إعادة تأهيل المطار وتوسعته لزيادة طاقته الاستيعابية إلى 31 مليون مسافر سنوياً، وتحديث البنية التحتية والخدمات الأرضية، وإدخال أنظمة تشغيل متطورة. ويبعد مطار دمشق الدولي عن العاصمة لجهة الشرق بنحو 25 كلم، وهو أكبر مطارات سورية المدنية وثاني مطار تأسس في سورية نهاية عام 1969 بعد مطار المزة الذي اختص بالطيران العسكري.

الفيزا الالكترونية

وتعرّض مطار دمشق الدولي وما حوله مرات عدة خلال العامين الأخيرين وقبل تحرير سورية، لقصف الطائرات والصواريخ الإسرائيلية، إذ خرج عن الخدمة لمدة 12 يوماً في يونيو عام 2022 قبل أن يعود في الـ22 من الشهر ذاته، وخروجه لساعات عن العمل من جراء قصف إسرائيلي ثانٍ في مطلع يناير 2023، وخروجه عن العمل هو ومطار حلب اللذين تعرضا معاً لقصف إسرائيلي في 12 أكتوبر 2023، قبل أن يعود بعد سبعة أيام من الشهر نفسه.

كما خرج مطار دمشق عن العمل والخدمة في نوفمبر العام الماضي بسبب القصف الإسرائيلي، ليعود للعمل في 26 من الشهر نفسه، لكن طيران الاحتلال الإسرائيلي عاود قصفه في اليوم نفسه، ليخرج عن الخدمة حتى 27 ديسمبر العام الماضي.

[ جديد الخبير ]