الخبير السوري:
يخطط العراق وسوريا لمناقشة إعادة تأهيل خط أنابيب النفط العراقي-السوري المعروف باسم خط كركوك-بانياس، خلال زيارة مرتقبة لوزير الطاقة السوري محمد البشير إلى بغداد. ويأتي هذا المشروع في ظل الاهتمام المشترك لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، لما يمثل هذا الخط من أهمية استراتيجية في نقل النفط العراقي إلى الأسواق العالمية عبر البحر المتوسط.

ويعد خط أنابيب كركوك-بانياس من أقدم خطوط النفط في منطقة الشرق الأوسط، حيث تم إنشاؤه في خمسينيات القرن الماضي لربط حقل النفط العراقي في كركوك بميناء بانياس السوري، مما مكن العراق من تصدير النفط إلى الأسواق الأوروبية والمتوسطية بسهولة أكبر.

وتأتي هذه الخطوة في وقت لا يزال فيه خط أنابيب كركوك-جيهان الرابط بين العراق وتركيا متوقفًا منذ عام 2023، إثر قرار غرفة التجارة الدولية بإلزام تركيا بدفع تعويضات لبغداد بقيمة 1.5 مليار دولار بسبب صادرات غير مصرح بها.

رغم وجود تحديات أمنية واقتصادية مستمرة، إلا أن هناك توجهًا متزايدًا لإعادة تشغيل خط كركوك-بانياس الذي ظل متوقفًا منذ حوالي 22 عامًا. ويعد هذا الخط طريقًا هامًا لتنويع الأسواق التصديرية للعراق، خصوصًا في ظل استمرار الأزمة التي تعيق استئناف تشغيل خط أنابيب كركوك-جيهان.

ويشكل السوق الآسيوي المحرك الأكبر لصادرات النفط العراقي، حيث تستورد دول مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية ما بين 78% إلى 80% من نفط البصرة المتوسط والثقيل.

بالنسبة لسوريا، فإن إعادة تشغيل خط أنابيب كركوك-بانياس يوفر لها فرصة الحصول على النفط العراقي بأسعار أقل، مما يساهم في تخفيض فاتورة استيراد النفط وتعزيز قطاع الطاقة المحلي. ويتزامن ذلك مع جهود دمشق لإعادة هيكلة قطاع الطاقة المتأثر بالحرب المستمرة لأكثر من 14 عامًا، تشمل إنشاء شركة قابضة لإدارة النفط والكهرباء وتطوير مصافي النفط، منها مصفاة بانياس التي تعمل منذ عام 1979.

تجدر الإشارة إلى أن خط أنابيب كركوك-بانياس تأسس في عام 1952 بواسطة شركة بريتيش بتروليوم البريطانية، وكان يعمل بشكل متقطع على مدى العقود الماضية بسبب التقلبات السياسية والصراعات في المنطقة. توقف الأنبوب عن العمل في أوائل الثمانينيات خلال حرب الخليج الأولى، وعاد للعمل في 1997 ثم توقف مجددًا بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. تم استئناف ضخ النفط عبره مرة أخرى عام 2010، لكنه تعرض لتدمير كبير خلال فترة سيطرة تنظيم داعش في سوريا والعراق، مما أدى إلى توقفه مرة أخرى.