في حادثةٍ موجعة أعادت إلى الأذهان مرارة ما خسره التراث السوري خلال السنوات الماضية، أعلنت الجهات الرسمية عن اختفاء عدد من المنحوتات الأثرية النادرة من المتحف الوطني في دمشق، في واقعةٍ أثارت صدمةً عميقة في الأوساط الثقافية والإعلامية، وخلّفت حزنًا عميقًا في قلوب السوريين.
هذه المنحوتات ليست مجرد أحجار منقوشة، بل صفحات من كتاب التاريخ السوري، نُحتت عليها حكايات حضاراتٍ تعاقبت على هذه الأرض منذ آلاف السنين. اختفاؤها لا يعني فقدان قطعٍ فنيةٍ فحسب، بل ضياع جزء من روح المكان، ومن الذاكرة الجمعية لوطنٍ طالما تزيّن بماضيه العريق.
وأكدت مصادر رسمية أن السلطات المختصة فتحت تحقيقًا عاجلًا في الحادثة لكشف الملابسات ومحاسبة المقصّرين، في وقتٍ تتعالى فيه الأصوات المطالبة بتعزيز إجراءات الحماية داخل المتاحف والمواقع الأثرية، وإعادة النظر في آليات الحفظ والتوثيق.
ما حدث ليس تفصيلًا عابرًا في سجلّ الحوادث، بل صرخة وجع في وجه الإهمال والنسيان، ودعوة جادة لإعادة الاعتبار إلى تراثٍ هو الركيزة الأعمق لهوية السوريين. إن حماية الحجر ليست شأنًا ثقافيًا فحسب، بل واجب وطني وأخلاقي، لأن من يفقد ذاكرته يفقد ملامح وجوده.